بدأت القصة من سنة 1986 لما كان الراحل “أحمد فخري” بيغطس عندي في في مركز “الرد سي” في شرم الشيخ، وهو الحقيقة كان شخص متميز معاه جنسية أمريكية ومتزوج من سيدة أمريكية محترمة وعنده منها 3 أولاد وكان بيشتغل في السياحة في شركة “توماس كوك”. المهم أحمد فخري كان عارف قصة مركب الثيسلجورم الغرقانه من مجلة “ناشيونال جيوجرافيك” وعنده الأعداد اللي بتحكي قصة جاك كوستو اللي لقاها في شِعْب عَلي، لكن محدش كان عارف مكانها بالظبط. وكان أحمد صاحب عبد الحكيم إبن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان ممكن يستلف منه اليخت الخاص بتاعه “لودي” وكان بيحلم إننا نطلع ندور علي المركب ونلاقيها ونعمل من وراها بزنس خرافي.
المهم أنا سبت الشرم واشتغلت في الغردقة من أول 1988 لغاية آخر 1991 وكنت باسمع إن فيه مراكز غطس في الغردقة عارفه مكان المركب، وبتغطسها بصفة دورية منها مركز “رودي كنايب” ومركز “جايمس وماك” وقليلين غيرهم، وكان عندهم فعلا بنادق وحاجات مطلعينها من المركب بس بكميات صغيرة وكانوا متفقين إنهم مايقولوش علي مكانها لبتوع شرم الشيخ!
في شرم الشيخ
مش هاطول عليكوا، أنا رجعت شرم الشيخ في أول 1992 في نفس مركز الغطس “رد سي” وكان عندنا مركب ملكنا هو “سي ستار 1” وعليه ريس من الطور إسمه أحمد إبراهيم، لما سألته عن مركب شِعْب عَلي الغرقان قاللي إنه عارف مكانه بالتقريب لكن مايقدرش يروح عليه لإن مافيش جنبه شُعَب، وقالي إنه كان بيطلع مع أبوه من الطور زمان “يجلبوا” عليه وكان فيه حته من ال “ماست” بتاعه طالعه فوق الميه لكن اتكسرت وغرقت من سنين.
أبو نحاس
كان بيشتغل معانا مدربة من جنوب أفريقيا قعدت 3 سنين في الغردقة وشرم الشيخ وكانت ماشيه نهائي آخر 92 ونفسها تروح أبو نحاس، فتحقيقا لرغبتها أعلنا عن رحلة يوم واحد من الشرم لأبو نحاس وقدرنا نلم حوالي 12 غطاس وطلعنا الصبح بدري في أحد أيام نوفمبر 1992 عشان نعمل غطستين في أبو نحاس. يومها أخدنا لنش كان شغال معانا اسمه “البرنس خالد” وعليه الريس بتاعه إيهاب وكان عمره ما راح أبو نحاس فاضطرينا ناخد الريس أحمد إبراهيم معانا، البحر كان عالي جدا يومها وماقدرناش نقطع من نعمه علي أبو نحاس فاضطرينا نرفع لغاية أم السيد وبرضه مافيش فايده. فرفعنا لراس محمد وبعدين المحمودات وبرضه مش قادرين نقطع، فالريس إقترح إننا نرفع لشعب علي وبعدين ننزل مع الموجه لأبو نحاس وده اللي عملناه.
وفي سكتنا شمالا لشعب علي لاحظنا إن فيه لنشين بيقطعوا من الجوبال جايين من ناحية بر الغردقة علي شعب علي، فالريس أحمد إبراهيم “الأروبه” قالي فاكر يا دكتور المركب اللي سألتني عليه الغرقان في شعب علي؟ اللنشات دي رايحه عنده، قلتله طيب إحنا نعمل نفسنا طالعين السويس لغاية ما يربطو وبعدين نشوف حكايتهم إيه.
المهم اللنش الأولاني نزل حد يربط في وسط البحر جوه الشعب فأنا قلت أستني لغاية ما ينزل غطاسينه في الميه عشان مايقدرش يهرب وبعدين أخش عليه، اللنش التاني كان طالع يصطاد وربط في مكان تاني.
مركب شعب علي
ريس اللنش بتاع الغردقة فوجئ إننا دخلنا عليه فأسقط في يده وبصلنا بحسرة شديدة وأنا باسأله هو ده المركب الغرقان ياريس “أحمد سعيد” قالي متمتما أيوه، أحمد سعيد كان صديق عزيز اشتغل معايا سنتين في مجاويش علي لنش حديد إسمه “مادونا”، ورغم كده ماقدرش يداري قرفه وسخطه إن مكان اللنش اتعرف لناس من شرم الشيخ لكن أنا فهمت بعدين ليه!
الريس أحمد إبراهيم كان صياد محترف وعنده ملكة “تزهيد” الأماكن، فطلبت منه يزهد مكان المركب الغرقان عشان نبتدي نطلع رحلات من الشرم وماكانش أيامها ظهر ال GPS المهم نزلنا غطسنا المركب الرهيييييييييب في ذلك الوقت وكان إنطباعي عنه خرافي، كل جوانبه وأجزاؤه سليمة وعليه حاجات بالهبل وكانوا ناس الغردقة فعلا محافظين عليه جدا.
حلينا بعد الغطسة وطلعنا برضه علي أبو نحاس عملنا غطسة شبه ليلية هناك ورجعنا الشرم بعد الساعة 9 مساءا، أيامها كنا بنشتغل علي راديوهات ال VHF وأول ما دخلنا في مجال الراديو كل شرم الشيخ عرفت إن مركب ال”رد سي” لقي الحطام بتاع شعب علي. طبعا جتلنا طلبات بالهبل من الناس في الشرم (ومعظمهم من العاملين) عاوزين يطلعوا المكان.
فطلعنا المركب “سي ستار 1” بعد يومين بالريس أحمد إبراهيم ومعاه دايف ماسترز كتير من الشرم بسعر رمزي عشان نعرف الناس المكان، الريس مالقاش المكان علي طول واضطر يستعين بصيادين في المنطقة وكان عنده تعليمات مشددة إن ماحدش ياخد أي حاجة من المركب وكل الغواصين متنبه عليهم. لكن حصلت مشادات كتيره بين الريس والغطاسين منهم سامح النينجا وكان شغال معايا، وبعد ما طلع ببندقية من المركب في الغطسة التانية وعمل بيها الديكو ستوب وفرحان جدا، الريس أحمد رماهالو في الميه وكانت خناقه!
حطام الثيسلجورم
بعد كده طلعت لسنوات طويلة بانتظام علي المركب ده مرات كغطاس ومرات كزبون ومرات كريس علي اللنش، وفي كل مرة كنت بالاقي الأمور متدهورة، الحاجة بتنقص حتي الموتوسيكلات، والرباط في المركب فشخها وكسر الحديد. وتجمعات الهواء تحت الصاج عجلت بالصدآ وتحلل المركب، ومش هانسي في يوم من دول مركز غطس من الشرم كنت فاكره محترم نزلوا الغطاسين صبنوا صندوق كبير ورفعوه بالونش بتاع اللنش!
وبعد كام سنة
وبعد ما سبت شغل الغطس واشتغلت في طب الغطس، كلمني عمرو علي الله يرحمه عشان أطلع معاهم أصور عملية متبنياها ال “هيبكا” لوضع شمندورات في المكان وتخريم الجيوب الهوائية عشان تقليل الصدا. وفعلا طلعت معاهم وكانت الطلعة دي بمثابة إنذار بتدهور حال المركب اللي كان ممكن يفضل الأول عالميا في مجال الغطس الرياضي، لكن للأسف إحنا مش بنعرف نحافظ علي حاجتنا، “هيبكا” عملت اللي عليها لكن ماكانش كفاية وأعتقد إن الأهم كان توعية العاملين في المجال بأصول التعامل مع مثل هذه النفائس من جهة الرباط والحل والإختراق.
الحقيقة علي قد مانا فرحان إن ربنا جعلني سبب في إن الآلاف من الغطاسين يشوفوا المركب العظيم ده، علي قد مانا ندمان علي إني السبب في تدهور حالته ووصوله إلي الوضع الراهن.
تزهيد: تعريف مكان بعلامات محددة مثل نخلة أو جبل
هيبكا: جمعية الغردقة للحفاظ على البيئة
