fbpx
الغوصبيئةرحلات غوصغوص سكوبا

أسباب تزايد حوادث اسماك القرش بالبحر الأحمر

تقرير منظمة هيبكا 2022

انه في يوم الجمعة الموافق ١ / ٧ / ٢٠٢٢ وفي تمام الساعة الخامسة والنصف مساءا تلقت محميات البحر الاحمر بلاغا بحادثة هجوم سمكه قرش على سيدة نمساوية تبلغ من العمر ٦٧ عاما وأدى هذا الهجوم الى وفاتها اثناء نقلها للمستشفى وعلى الفور قامت المحميات بإبلاغ كلا من جهاز شئون البيئة ومحافظة البحر الاحمر بوقوع هذه الحادثة، وقد توجهت مجموعة من باحثي البيئة المختص لموقع الحادث والمستشفي الذي نقل اليها الجثمان وذلك لجمع جميع المعلومات المتعلقة بالحادث وكذلك فحص الجثمان لتقييم حجم وطبيعة الإصابات التي لحقت بها.

قام أعضاء اللجنة بفحص جثامين الضحايا ودراسة الصور لأماكن البتر ويمكن حصر الفحص في النقاط التالية:

أولا: من الحادثتين أنه تم من خلال نوع قرش النمر وتم الاقتناع من خلال اللجنة انه تمت من خلال فرد واحد من قرش النمر وتم تحديد حجم القرش الذي قام بالحادثتين والتي خلال مشاهدات بعض الأفراد والذين أجمعوا انه قد يزيد في طوله الكلي عن أربعة أمتار بالإضافة على ذلك قد قدرت اللجنة محيط الفك العلوي طبقا لما هو موجود على جثة الضحية الثانية (بالاكتشاف) وكذلك تقدير قطر وسطها بقيم تتراوح بين ٤٠ إلى ٤٨ سم وعلى هذا تم تقدير الطول الكلي للقرش الذي قام بالهجوم.

ثانيا: ان التفسير العلمي المحتمل لأسباب اقتراب هذا النوع من أسماك القرش على غير العادة للأماكن الضحلة في هذا التوقيت من العام يرتبط بشكل وثيق بسلوك إناث هذا النوع من أسماك القرش أثناء موسم وضع الصغار. حيث انه من الثابت علميا وطبقا لما أنتهت إليه العديد من الدراسات البحثية أن إناث قرش النمر تهاجر من اماكن معيشتها بالمياة العميقة في إتجاه الساحل بالأماكن الضحلة لوضع الصغار، ويعتقد أن ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بتوفير الحماية للصغار من خطر الافتراس من الكائنات البحرية التي تتواجد بالمياة المفتوحة وذلك لقلة تواجد تلك المفترسات بالأماكن الضحلة، وكذلك توفر مصادر الغذاء الطبيعية للصغار بالأماكن الضحلة بخلاف ندرتها بالأماكن المفتوحة، هذا بالإضافة إلى توفير الحماية للصغار من مخاطر انجرافها بفعل التيارات البحرية والأمواج. كما أشارت العديد من الدراسات والابحاث المتخصصة في هذا المجال إلى وجود علاقة قوية بين هجرة إناث أسماك قرش النمر لوضع الصغار في الأماكن الضحلة وزيادة وتيرة حوادث هجومها على البشر بتلك الأماكن في هذه التوقيتات، ويرجح أن يكون ذلك اما ناتج عن احتياج تلك الأسماك للتغذية بشكل أكثر من المعتاد بغرض توفير احتياجات الأجنة من البروتين للنمو بالمراحل الأخيرة قبل الوضع، أو الخوف على صغارها من ما قد يمثله البشر من مخاطر على صغارها بتلك الأماكن الساحية بسبب الحجم الكبير للإنسان مما يدفعها للهجوم عليه بهدف السيطرة على أماكن النفوذ.

أسباب تزايد حوادث اسماك القرش بالبحر الأحمر:

لقد ارتبطت كافة الحوادث بسلوك بشري غير سوي أساسها الاستخدام المفرط للموارد البحرية وأهمها الصيد الجائر والاستخدام المفرط للحيود المرجانية نتيجة لارتفاع معدلات الاستخدام للانشطة البحرية من غوص وسنوركل، وكذلك السلوك البشري من خلال تقديم أطعمه عن قصد أو عن غير قص، ويمكن تلخيص الاسباب فيما يلي:

أولا: أنشطة الصيد الجائر

ان المخزون الطبيعي للاسماك في البحر الأحمر قد وصل الى الحدود الحرجة نتيجة لانشطة الصيد الجائر وبالرغم من أن البحر الأحمر في الجانب المصري لا يعد مناطق صيد ذات أهمية لمفهومها العلمي لانخفاض خصوبة مياهه من حيث قدرتها على انتاج المادة العضوية الحية كالأسماك، الا ان جهد الصيد (وحدات الصيد وأعداد الصيادين وممارسي الصيد الترفيهي) مازال مرتفعا بشكل صارخ وان المخزون الطبيعي في تناقص مستمر. وللدلالة لى ذلك فان مساحة الحيود المرجانية كنظم بيئية تعد المصدر الرئيسي لانتاج الثروة السمكية بالرغم من قيمتها الاقتصادية والبيئية المرتفعة حدان ولكنها محدودة المساحة، فقد قدرت مساحتها بما لا يتعدى 400 كيلومتر مربع وأن الصيد المستدام من الحيود المرجانية يجب ألا يزيد عن 3-5 طن سنويا للكيلومتر المربع الواحد، أي أن أقصى معدلات صيد آمن دون الاخلال بالمخزون الطبيعي يجب ألا يزيد بأى حال من الاحوال عن 2000 طن سنويا، وطبقا لاحصائيات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية فأن انتاج البحر الأحمر من الاسماك يتخطى 20 ألف طن سنويا فقط منها 60% من هذه الكميات مصدرها بيئة الحيود المرجانية، وهذا يدل دلالة واضحة على أن المخزون الطبيعي للاسماك بالبحر الأحمر قد تدهور للحدود الحرجة، والتي وجب عندها اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف هذا التدهور حرصا على مستقبل مهنة الصيد وعلى الصناعات الاخرى المرتبطة بالبيئة البحرية وعلى رأسها السياحة، مع الأخد في الاعتبار معالجة الاثار المترتبة على الحالة الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع الصيادين بالحبر الاحمر وتقوم بانشطة الصيد بالبحر الأحمر أربع فئات رئيسية:

الصيادين التقليديين: والذين تخطت أعدادهم 3000 صياد أكثرهم الان قادمين من مناطق شمال الدلتا نظرا لتهدور الصيد في البحيرات الشمالية وبحيرة قارون، وقد ادى ممارستهم للصيد بالبحر الأحمر، باستخدام طريقتهم بالصيد في مناطقهم الاصلية مثل استخدام شباك الهبو الغير اختياري في عمليات الصيد، إلى تدهور سريع في المخزون الطبيعي ونفوق أعداد كبيرة من زريعة الاسماك والاسماك الملونة القاطنة للشعاب المرجانية والتي تعد أحد عوامل الجذب السياحي.

طائفة الهواة: وقد ازدادت أعدادهم بشكل كبير وهم غير ممتهني مهنة الصيد وغير مرخصين ويقومون بأنشطة الصيد في الغالب لغرض تجاري لزيادة دخلهم وكثير منهم يستخدمون أساليب غير قانونية في عملية الصيد اعتمادا على بنادق الصيد الممنوعة قانونا.

الصيد الترفيهي: مما لا شك فيه أن جهد الصيد الناتج عن أنشطة الصيد الترفيهي والذي نعتقد أن تأثيره على المخزون الطبيعي لاسماك البحر الأحمر قد يتخطى تأثير أنشطة الصيد التقليدي التجاري في بعض المناطق ومنها منطقة وقوع الحادثتين تحت الدراسة، حيث أن القائمين بهذا النشاط لديهم القدرة المالية للحصول على أحدث التقنيات من أدوات الصيد للوصول إلى تجمعات الأسماك كبيرة الحجم وكذلك أنواع الكلماري العملاقة التي تعيش في أعماق تصل إلى 200 إلى 400 متر، لا يستطيع الصياد التقليدي وبما يملكه من امكانات الوصول عليها، ومن الثابت علميا أن هذه التجمعات للأسماك الكبيرة والكلماري تمثل مصدر غذاء رئيسي لاسماك القرش كبيرة الحجم كقرش النمر والماكو والمحيطي وهذه التجمعات تعد ملاذ ومصدر باقي لغذاء هذه الحيوانات يعد التدهور الحاد لمخزون الأسماك في المناطق الضحلة (اقل من 10 متر عمق) نتيجة لانشطة الصيد الجائر أيضا.

مراكب الجر أو الجرف: وغالبا ما تأتي من السويس وهى مراكب صيد تجاري يعتمد على جرف كافة الكائنات القريبة من القاع وهى غير اختيارية، فبجانب تأثيرها الضار على الانظمة البحرية الحساسة، اهمها الحيود المرجانية فانها تقوم بصيد كافة الكائنات ومنها ما هو غير اقتصادي، وهذه الاساليب لا تتناسب مع بيئة البحر الاحمر.

ومع انخفاض المخزون الطبيعي للاسماك فان ذلك مؤشر على عدم وفرة الغذاء بشكل كافي لاسماك القرش وهذا يؤدي الى:

اضطرار أسماك القرش الى توسع رقعة البحث عن الغذاء وبالتالي وصولها الى المناطق الشاطئية على غير المألوف حيث انها مناطق تستغل بكثافة من قبل السائحين والغواصين.

ندرة الغذاء تؤدي الى سهولة جذب اسماك القرش الى اي مناطق يقدم فيها الغذاء أو حتى بقايا الطعام من قبل المراكب السياحية وبالتالي تعودها على تواجد المراكب السياحية والغواصين يكون مرتبط بتواجد الغذاء، وبالتالي تتخذ من هذه المواقع سكنى وهذا سلوك غير مألوف في مجموعات أسماك القرش.

ثانيا:الاستخدام المفرط لمواقع الغوص:

مما لاشك فيه ان هناك استخدام مفرط لمواقع الغوص والذي يتعدى قدرتها الاستيعابية وبشكل عام في كافة مناحئق البحر الاحمر. وليس ادل عنى ذلك من ان هناك بعض الموافع الي تستقبل ستوبا مابزبد عن200 الف غوصة سنويا علما بأن الغوص الآمن يتراوح بين 5 إلى 22 الف غوصة سنويا لموقع الغوص الواحد. وذلك نظرا لندرة مواقع الغوص الملائمة بالبحر الاحمر مقارنة باعداد الغواصين وممارسي الرياضات البحربة الاخرى وهذا يرجع ومنذ البداية أن التنميه في الماضي تمت اعتمادا عنى الكم وليس الكيف. فلم يؤخذ فى الاعتبار القدرة الاستيعابية للبيئة البحربة كأحد محددات حجم التنمية وبالتالي قد وصلنا الى مرحلة الاستخدام المفرط للبيئة البحرية في العموم والحيود المرجانية بمواقع الغوص عل وجه الخصوص .

ان هذا الاسنخدام المفرط سواء كانت اعداد المراكب السياحية اواعداد الغواصين يؤدي الى صدور اصوات قوية باستمرار في مواقع الغوص وهذه الاصوت هي من عوامل جذب اسماك القرش الى مناطق الغوص. بجانب ذلك فان مثل هذا الاستخدام المفرط والمكثف يؤدي الى تدهورالحيود المرجانية وبالتالي قدرتها على انتاج غذاء للكائنات القاطنة بها وعلى رأسها الاسماك والي تمتل الغذاء الرئيسي لأسماك القرش وبالتالي ندرة الطعام لهذه المفترسات

ثالثا: السلوك البشري الغير سوي من خلال التغذية بقصد أو بدون قصد:

وهذا يعد أحد العوامل الرئيسية والتي يعتقد أنها قد أدت نغير سلوك اسماك الفرش ومهاجمتها للسباحين وحديثا الغواصين ويتمثل ذلك فى الاساس ال تقديم طعوم لأسماك القرش عن قصد (من سطح المركب أو الغواصين) أو بدون قصد بالقاء بقايا الطعام أومخلفات المطبخ أو حتى الصرف الصحي) ويمكن تلخيصها فيما يلي:

قيام أطقم المراكب بالقاء طعوم لأسماك القرش بغرض جذبها إلى السطح وإثارتها بهذه الطعوم كنوع من الاثارة للسانحين متل تقديم دجاج عن طربق ربطها بحبل ثم رفعها كلما اقتربت أسماك القرش. تكرار ذلك مرات عديدة مما يودي لإثارة اسماك القرش ودفعها للقيام بمثل هذه الهجمات. بل ان القاء الطعام من المراكب على سطح الماء يدفع أسماك القرش الى الاعتقاد بأن الاجسام العانمة فد تكون طعاما. وللتاكد من ذلك فأن الوسيلة الوحيدة لمعرفة اذا كان طعاما من عدمه هى العض. وهذا فد يفسر الحوادث الى تتم على ممارسي ريإضة السباحة والسنوركل وخصوصا فى ظروف ندرة الغذاء (الاسماك) نتيجة لعمليات الصيد الجائر.

قيام المراكب الساحية بالقاء المخلفات العضوية والي تشمل بقايا وجبات الطعام وبقايا المطبخ وكذلك الصرف الصحي وبالرغم من أن هذه البقايا لاتمثل غذاء لاسماك القرش ولكن رائحتها تجذب العديد من الأسماك فتواجد رائحة طعام في المياة تجذب أسماك القش بل وتثيرها وتجعلها في مزاج عنيف لأنها تشم الغذاء فى عدم وجود غذاء يتناسب مع أحجامها وإنما فتات من بقايا الطعام وهذا يؤدى الى أثارتها بشدة.

رابعا: كسرالحاجز النفسي بين أسماك القرش والغواصين:

مع ازدياد قيمة أسماك القرش كمنتج سياحي او كعامل جذب ازداد الطلب عل الغوص مع اسماك القرش وكانت تعتمد في الأساس على قيام الغواصين بمجرد مشاهدة اسماك القرش فقط ولكنه في السنوات الأخيرة تنوعت أساليب التسويق للغوص مع أسماك القرش وعلى رأسها القيام بتنفيذ دورات تدريبية للغواصين في التعامل مع أسماك القرش أو لجعل الغوص أكتر أثارة بالاحتكاك المباشر وجذب أسماك القرش اليهم وقد يكون ذلك باستخدام بعض الطعوم والتي اشرنا اليها سابقا انها أحد أهم أسباب هجمات وتحرش أسماك القرش بالغواصين في السنوات الاخيرة. بجانب ذلك فان محاولة الغواصين الاقتراب وجذب أسماك القرش اليهم وملامستها قد يكون ادى الى كسرالحاجز النفسى بين اسماك القرش والغواصين فبدت اسماك القرمش اكثر جرأة للاقتراب من الغواصين والاحتكاك والتحرش بهم ومع استمرار مثل هذه الممارسات، فانه من المتوقع ان تؤدي الى زيااده هجمات أسماك القرش على الغواصين نتيجه كسر مثل هذا الحاجز النفسي وخصوصا مع اسماك القرش من النوع المحيطي والذي يعد من اكثر أنواع أسماك القرش فضولا للاقتراب واستطلاع الغواصين.

وفد يثير البعض تساؤلا مهما وهو أن هذه الممارسات قد تحدث في أماكن مختلفه من العالم. ولكنه يجدر الاشارة هنا الى ان وضع البحر الاحمركبيئة فريدة وحساسه وفي نفس الوقت فقيرة من ناحية قدرة مياهه فى انتآج المادة العضوية (الانتاجبة الاولية) وبالتالي قلة الكتله الحيوية للمخزون السمكي بالاضافة لتعرض هذه الكتلة الى عمليات صيد جائر ادت لندرة الأسماك والني تمثل الغذاء الاساسي لأسماك القرش، كل هذه العوامل جعلت أسماك القرش أكثر انجذابا لأي نوع من الغذاء مقارنه بالاماكن الاخرى من العالم والي تجد فيها أسماك القرش مصادر طبيعية اخرى من الغذاء لوفرته في مياه هذه المناطق مثل جنوب افريقيا وهاواى ومياه كاليفورنيا وغيرها

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى